الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة لغزة
بعد اتفاق إسرائيل وحماس
بعد ترحيبها بالاتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن الهدنة الإنسانية، قالت الأمم المتحدة إنها ستحشد كافة قدراتها لدعم تنفيذ الاتفاق "وتعظيم تأثيره الإيجابي على الوضع الإنساني في غزة."
ووفقا لنائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية، لين هاستينغز، إن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين على استعداد "لاغتنام هذه الفرصة لزيادة العمليات الإنسانية أينما يوجد الأشخاص المحتاجون".
وشددت على ضرورة السماح بإجراء العمليات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، وخاصة في شمال القطاع وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك يوم الأربعاء، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن السيدة هاستينغز شددت على أن المدنيين في غزة لا يمكنهم الاعتماد على المساعدات الإنسانية وحدها، بل "يجب استئناف دخول السلع التجارية خاصة عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يتمتع بالقدرة الاستيعابية لذلك".
وفي ما يتعلق بالجهود الإنسانية الحالية، أفاد حق بأن 63,800 لتر من الوقود دخلت غزة عبر مصر مؤخرا، وقال إنه يتم توزيع الوقود من قبل الأونروا لدعم توزيع الغذاء وتشغيل مولدات المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي والملاجئ وغيرها من الخدمات الحيوية.
ودخلت 79 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية من مصر حتى الثلاثاء، ليصل إجمالي الشاحنات، باستثناء شاحنات الوقود، إلى 1399 شاحنة على الأقل، "مقارنة بمتوسط شهري يبلغ نحو 10 آلاف شاحنة محملة بالسلع التجارية والإنسانية، باستثناء الوقود، التي كانت تدخل غزة قبل السابع من أكتوبر".
الهجمات على الصحة
وأشار حق إلى الهجوم الذي وقع مؤخرا على مستشفى العودة شمال غزة، والذي أدى إلى مقتل 3 أطباء ومرافق أحد المرضى وإصابة العديد من المرضى.
وقال: "منذ بداية الحرب، وثقت منظمة الصحة العالمية 178 هجوما على الصحة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل 22 شخصا وإصابة 48 آخرين في صفوف العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء الخدمة".
وتشير التقديرات إلى أن مستشفيين صغيرين فقط يقعان إلى الشمال من وادي غزة، أحدهما في مدينة غزة والآخر في بيت لاهيا، يعملان جزئيا لاستقبال المرضى، في حين أن المستشفيات الـ22 المتبقية خارج الخدمة، ومن بين 11 منشأة طبية في الجنوب، تعمل 7 منها حاليا.
وقال نائب المتحدث الرسمي إن ما يقرب من 770 ألف مُهجر من أصل 1.7 مليون نازح يحتمون في 99 منشأة تابعة للأونروا جنوب وادي غزة ويعيشون في ظروف تتسم بالاكتظاظ الشديد، وفي الأسبوعين الماضيين، سجلت الوكالة زيادة بنسبة 35 بالمئة في الأمراض الجلدية وزيادة بنسبة 40 بالمئة في حالات الإسهال في هذه المنشآت.
زيارة ديكارلو
على الصعيد السياسي، أنهت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، الأربعاء، زيارة إلى الأرض الفلسطينية وإسرائيل والأردن، التقت خلالها كبار المسؤولين هناك، وركزت مباحثاتها حول الحرب في غزة وهجمات السابع من أكتوبر.
كما التقت ديكارلو أيضا قيادة الهلال الأحمر الفلسطيني وموظفي الأمم المتحدة، وأشادت بالعديد من الزملاء الذين دفعوا الثمن الأعظم خلال أعمال العنف، بما في ذلك 108 على الأقل من موظفي الأونروا، والزميلة ديما الحاج من منظمة الصحة العالمية، الذين قُتلوا في قطاع غزة.
وفي ختام الزيارة أكدت ديكارلو الأولويات التي حددها الأمين العام وهي:
"وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وتحسين الوصول الإنساني إلى غزة، والإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع الرهائن، ومنع تصعيد أو توسع رقعة الصراع".
وأكدت قناعتها بالحاجة الماسة لالتزام الجميع بأفق سياسي عبر حل الدولتين الذي يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في سلام وأمن وكرامة، وقالت: "نعلم جيدا ما الذي يعنيه الفشل في ذلك".
اتفاق على هدنة
وتوصّلت إسرائيل وحماس لاتفاق على هدنة مدّتها 4 أيام تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 امرأة وطفلاً من بين الرهائن الذين تحتجزهم في غزة، مقابل إطلاق 150 امرأة وطفلاً فلسطينيين من سجون إسرائيل.
وتمّ التوصّل إلى هذا الاتفاق في اليوم السابع والأربعين للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية، ووفق السلطات الإسرائيلية قُتل في الهجوم 1200 شخص، غالبيتهم من المدنيين.
وتقول إسرائيل إنّ 240 شخصاً، من الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية والأجانب، اختطفوا في الهجمات الأشدّ والأوسع نطاقاً في تاريخ دولة إسرائيل الممتدّ 75 عاماً.
ووفق أحدث حصيلة صادرة عن حكومة حماس، قُتل أكثر من 14100 شخص في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بداية الحرب، معظمهم من الأطفال والنساء.